اخر الاخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

Saturday, January 4, 2020

فقدان البصر ليست اعاقه عند البعض ومنهم الهردة


مصطفى الهردة عندما تكون إعاقة فقدان البصر دافعا للنجاح والتميز

يتم الاحتفال باليوم العالمى لـبرايل فى الرابع من شهر يناير من كل سنة حيث يتذكر العالم فضل نظام الكتابة برايل الذي اخترعه الفرنسي لويس بريل والذي أنار به عتمة الملايين من فاقدي البصر في العالم
عالم المكفوفين عالم جدير بالاهتمام فهذه الشريحة التي ابتليت بفقدان البصر لسبب أو آخر انطلقت تلملم أطرافها وتبصر بقلوبها الطريق فمنهم من لم تمنعه هذه الإعاقة من مواصلة مسيرته الحياتية فكان النجاح حليفه بل منهم من صار مضربا للمثل عند الكثيرين ومن بين هؤلاء في المغرب المنشط الإذاعي مصطفى الهردة الذي يقدم واحدا من أنجح البرامج الاجتماعية في الإذاعات المغربية
تقف إعاقة فقدان البصر أمام الملايين من بني البشر عائقا وحاجزا أمام تحقيق أحلامهم بل وقد تقف أمام الحياة ذاتها لكن هناك من استطاعوا تخطي كل الصعاب بعدما تألموا وعانوا ولم تزدهم المعاناة إلا إلهاما وقوة، ليتركوا للآخرين أمثلة على ما قد تفعله الإعاقة والألم بالبعض حتى أنها قد تشكل في يوم من الأيام جسرا يمكننا من العبور إلى ما كنا نراه مستحيلا
إني وإن  حلك الظلام  تطالني..نور على أفق الرحاب يخيم
 إني وإن ستر الضباب غطاءه..فجر على ضوء السنا يتبسم
بهذين البيتين الشعريين يلخص المنشط الإذاعي مصطفى الهردة الذي اشتهر بتقديمه لبرنامج "سمير الليل على أمواج إذاعة إم إف إم مسيرته فقد خرج إلى نور الحياة فاقدا للبصر لكن الإعاقة لم تفلح بإقحامه في عالم الظلام وولج بعزيمته إلى الحياة ورحابتها من أوسع أبوابها
في شهر مارس من سنة 1975 أطلق صرخته الأولى في هذه الحياة وبعد سنوات قليلة احتضنته مدرسة خاصة بالمكفوفين حيث انطلقت مسيرته في التعلم ليلج بعدها جامعة محمد الخامس بالرباط حيث توج دراسته بالحصول على دبلوم الدراسات العليا في شعبة علم النفس الاجتماعي
بدأ اهتمامه بالميدان الاعلامي وهو ابن العشر سنوات واشتغل في سنين لاحقة متعاونا مع الاذاعة الجهوية بمراكش لكنه سرعان ما وجد نفسه مضطرا لمغادرتها بفعل إكراهات متعلقة بتسوية الوضعية
يقول مصطفى في حديثه لموقع يابلادي بعد ذلك وثق مدير عام إذاعة إم إف إم في قدراتي وبدأت في تقديم برنامج صباحي لاقى نجاحا كبيرا لكنه كارن يرغب في تقديم برنامج ليلي فمنذ الصغر وأنا أسهر كثيرا فاقترحت عليه أنه إذا كان راغبا في أن يكون أدائي جيدا أن أعمل ليلا ومنذ ذلك الوقت بدأت في تقديم برامج ليلية
شهرة الهردة في مجال التقديم الإذاعي بدأت فعليا سنة 2007 حين بدأ في الاشراف على تقديم برنامج قلوب مفتوحة قبل أن يتقرر تغيير اسم البرنامج إلى سمير الليل وهو برنامج تفاعلي يبث مباشرة على الهواء خمسة أيام في الاسبوع مدته أربع ساعات يعتبره الكثيرون متنفسا اثيريا للبوح وعرض همومهم ومشاكلهم من أجل البحث عن حلول لها
يتميز الهردة بقدرة كبيرة على الانصات لهموم الآخرين وأكد أن هذه القدرة تأتي من الحدس الذي أتميز به ويمكن أن أؤكد لك أنني وصلت مع المستمعين الذين يتابعونني لأن أقول لهم مثلا لا تلعب في هاتفك أو أجلس وتحدث وكأنك تراه هو إحساس وحدس يأتي من قوة الاصغاء لهم لأنه من كيفية حديثهم يمكنك أن تعرف الكثير عنهم
ولا شك أن المكفوفين في المغرب يعيشون واقعا قاسيا وصعبا خاصة فيما يتعلق بالتعليم وانعدام فرص العمل ونظرة بعض افراد المجتمع لهم وهذا ما يلخصة الهردة قائلا إن وضعية المعاق في المغرب غير مشرفة معتبرا أن على الدولة انطلاقا من رئيسها والذي هو ملك البلاد أن تستوعب أن هذه الفئة لها كرامة وعليهم أن يشرعوا قانونا ملائما للتشريعات الدولية لأن المعاق في بلادنا ليس له إمكانية للولوج إلى الحياة ككل وهناك تقصير كبير في حقنا أظن أنه اصبح الوقت ملائما لكي يصير لنا الحق في الولوج إلى الحياة كسائر الناس
والإعاقة كما يراها هو ليست حاجزا أمام الانسان كما أنها في الوقت ذاته ليست دافعا له وعموما فبعض المكفوفين لهم كفاءات عالية جدا والدولة يجب أن تدرك أنه لا يجب أن ننتقص من قدرهم ولا يجب عليها أن تسن قوانين تنضح من مقاربة إحسانية نحتاج إلى المناصفة الحقيقية فالأشخاص في وضعية إعاقة يعانون من جميع أشكال التمييز




No comments:

Post a Comment

Your Ad Spot

مقالات مميزة