عندما ألهمت أسود الأطلس ملك بريطانيا هنري الثالث لتشييد أقدم حديقة حيوانات في لندن
في سنة 1937 تم اكتشاف جمجمتين بلندن تعود إلى أسود الأطلس وبعد الأبحاث أكتشف العلماء أن أحدها عاش ما بين 1420 و 1480 بينما عاش الثاني ما بين 1280 و 1385
في سنة 1200 كانت حديقة الحيوانات الملكية في لندن تأوي أسودا مع مجموعة من الحيوانات البرية النادرة وقبل سنوات تم اكتشاف بعض جماجم الأسود التي كانت بها، وتأكد خبراء من أن هذه الحيوانات تنتمي إلى فصيلة أسود الأطلس التي كانت تعيش بين المغرب ومصر
تعتبر هذه الأسود مفخرة للمملكة المغربية ولذلك يطلق على المنتخب المغربي لكرة القدم مثلا لقب أسود الأطلس في إشارة إلى قوة المنتخب وكانت أسود الأطلس المعروفة أيضا باسم الأسود البربرية تعيش في جبال الأطلس بالمغرب
كما كانت أيضًا موجودة في أول حديقة حيوان في لندن وهي الحديقة التي تم إنشاؤها سنة 1200 في برج لندن وهو قلعة تاريخية تقع على الضفة الشمالية لنهر التايمز وسط لندن
وبحسب ما أورد موقع القصور الملكية التاريخية البريطانية فـ خلال الفترة ما بين 1200 و 1835 كان البرج يأوي حيوانات من الحيوانات البرية لم تشاهد من قبل في لندن بما في ذلك الأسود والدب القطبي الذي تم تقديمه كهدية ملكية
وحسب المؤسسة الخيرية المستقلة التي تدير بعض القصور الملكية غير المأهولة في المملكة المتحدة عُرض على الملك هنري الثالث حكم إنجلترا من 1216 إلى 1272 ثلاثة حيوانات مفترسة في عام 1235 من المحتمل أن تكون أسودا
وأشار نفس المصدر إلى أن الحيوانات الثلاثة ألهمت الملك ما دفعه لإنشاء حديقة حيوانات في البرج ومع مرور الوقت ازداد استقطاب الحيوانات حيث انضم دب قطبي إلى الأسود سنة 1252 بالإضافة إلى فيل أفريقي سنة 1255
وحافظت كل من الملكة إليزابيث الأولى حكمت البلاد من 1558 إلى 1603 وجيمس الأول حكم البلاد من 1603 إلى 1625 على التقليد الذي بدأه الملك هنري الثالث وقاما بالاعتناء بالأسود الموجودة في حديقة الحيوانات الملكية وأكد موقع القصور الملكية التاريخية أن الملك جيمس الأول أعاد تطوير وكر الأسود لتمكين الزوار من رؤية مزيد منها وهي تتجول حول فنائها الدائري
وقال المصدر نفسه ان الملك قام ايضا بإعادة تشييد الجناح المخصص للأسود لكي يتمكن الزوار من مشاهدتهم وهم يشربون ويستحمون بالاعتماد على أنفسهم
وأثبتت الأدلة العلمية بعد عدة قرون أن هذه الأسود التي وضعها الملك هنري الثالث في برج لندن كانت تنحدر من شمال أفريقيا وتمت الإشارة إلى ذلك في مقال نُشر من طرف المتحف التاريخي الطبيعي سنة 2015 حيث أوضح أنه في سنة 1937 اكتشف عمال جمجمتين تعودان لأسود الأطلس بالقرب من برج لندن وبعد التحقيقات اكتشف العلماء أن أحد الأسود عاش ما بين 1420 و 1480 بينما عاش الثاني ما بين 1280 و 1385
وقد أظهر البحث أن لندن كانت تأوي أقدم الأسود البربرية وكشفت الاختبارات الجينية أيضا أن الجماجم التي تم العثور عليها بالقرب من البرج تعود إلى الأسود البربرية الأصلية كما أشارت الاختبارات إلى أن الأسود كانت تعاني من سوء التغذية
وبالرغم من أن الخبراء أكدوا أن جمجمتي الأسود تعود إلى فصيلة اختفت من البرية سنة 1922 إلا أن نوبويوكي ياماغوشي وهو باحث في جامعة أكسفورد سبق له أن قال في تصريح لموقع تلغراف سنة 2008 تم إطلاق النار على اسد بري سنة 1942 في منطقة تيزين تيشكا ما بين طريق مدينة مراكش و ورزازات
وأوضح الباحث أنه كان يعتقد أن هذه الأسود انقرضت لكنها شوهدت قبل ثلاثة عقود في المغرب وعلاقة بالموضوع أكدت إدارة حديقة الحيوانات بالرباط أنها تكافح من أجل إنقاذ سلالة أسود الأطلس حسب ما أورده موقع فيز أورج سنة 2012
وقال عبد الرحيم الصالحي مدير قطب العمليات التقنية بحديقة الحيوانات بالرباط كان يعتقد بأن هذا النوع قد اختفى لكن اتضح أن السلطان محمد الخامس كان لديه بعض أسود الأطلس في حديقته الخاصة
وأضاف المتحدث ذاته أن المجموعة الملكية تعتبر جوهر حديقة الحيوانات بالعاصمة التي استقبلت خلال سنة 2012 حوالي 32 أسداً من هذه السلالة أي ما يقارب نصف العدد المتبقي في العالم

No comments:
Post a Comment