200 إخوانى انضموا لداعش منذ 2013
لم يغفل على أحد أن جماعة الإخوان الإرهابية تبنت العنف المسلح بعد ثورة 30 يونيو 2013 إذ حاولت العودة للسلطة بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل ذلك لكن لفظها الشارع المصرى ولم يمكنها مرة أخرى من مرادها ولذا لجأت الإخوان للتعاون مع داعش بل أن عناصر إخوانية ثبت انضمامها فعليات لتنظيم الدولة الإرهابى
وفى دراسة حديثة تحت عنوان الإخوانية الجهاديةالأبعاد الفكرية والعملياتية سلطت الضوء على توجه بعض العناصر الإخوانية للعنف بل والانضمام للتنظيمات المتطرفة إذ أوضح الباحث محمد جمعة فى صدر دراسته أن الصدمة الارتدادية داخل صفوف الإخوان التى أحدثتها الإطاحة بمرسى عقب الثورة الشعبية فى يونيو2013 أدت إلى تحول كبير بدرجة ما داخل الجماعة باتجاه تبنى العنف أو بالأحرى العودة إليه من جديد
كيف تحولت الجماعة لمبدأ العنف بعد ثورة 30 يونيو
وأكدت الدراسة أنه مع إعادة تشكيل الهيكل التنظيمى للجماعة شهد التنظيم تمكينا لمجموعة من الشباب لم يؤكدوا معارضتهم وبوضوح لجدوى مبدأ اللا-عنف وفقط ولكن كرسوا هذا التوجه الجديد القديم داخل الإخوان لافتا إلى أن تحليل عمليات التأطير الفكرى التى حدثت يمكن تسميتها الإخوانية الجهادية عبر رصد الاجتهادات الفقهية والسياسية التى حدثت داخل الفصيل الإخوانيوقالت الدراسة أن التحليل انتهى إلى التصالح من جديد مع منهجية العنف ولكن دون استدعاء المقاربة الخاصة بالسلفية الجهادية فى هذا الشأن كما سعت الدراسة إلى رصد عمليات التدشين الحركى والتنظيمى لـالإخوانية الجهادية عبر مراحل ثلاث مارست فيها ما يسمى اللجان النوعية داخل الإخوان العنف والإرهاب المسلح، منذ فض اعتصامى رابعة والنهضة فى أغسطس 2013 وحتى الآن
عمليات العنف العشوائى للإخوان
وذكرت الدراسة أنه يمكن تسمية المرحلة من أغسطس 2013 وحتى نوفمبر 2014 بـمرحلة العنف العشوائي نفذت الغالبية العظمى من الهجمات 84% منها عن طريق مجموعات مجهولة وبمسميات غير معروفة من قبل استهدفت أغلبها قطاع الأمن بإطلاق نار أو متفجرات بدائية هذا بالطبع إلى جانب أنشطة الجماعات الجهادية التكفيرية التى نفذت عمليات أخرى فى تلك المرحلة مثل محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم عن طريق تنظيم أنصار بيت المقدس فى سبتمبر2013
رئيس حزب الفضيلة المقرب من الإخوان أول من دعا للعنف المسلح
وقالت الدراسة أن محمود فتحى مؤسس حزب الفضيلة الذى كان على علاقة قوية بالإخوان كان أول من دعا من إسطنبول إلى تشكيل ما أسماه مجموعات المجهولين التى تتشكل من 5- 6 أفراد تكون مهمتها الاشتباك المسلح وفى يناير 2014 نشر محمود فتحى عبر صفحته الرسمية على فيس بوك رسالة من أحد متابعيه تحرض على صنع قاذفات مولوتوف يمكن استخدامها على مسافة تبعد من 80 إلى 100 متر تقريباوأكدت الدراسة أن مؤسس حزب الفضيلة كذلك طريقة تصنيع هذه القاذفات وهو ما يُعتبر دعوة لنشر العنف والفوضى، خاصة أنه زيل منشوره، بعبارة "التصعيد التام أو الموت الزؤام وفى أبريل عام 2014 دعا رئيس حزب الفضيلة أنصاره من الشباب إلى مهاجمة الجنود من الجيش والشرطة مشيرا إلى أن هذه هى الوسائل التى ستسقط النظام معتبرا أن اقتحام الميادين والاعتصام فيها غير مجدى ولن يؤدى سوى إلى وقوع جرحى وقتلى
ظهور ما يسمى بأجناد مصر التابعة للإخوان الإرهابية
وأوضحت الدراسة أن مثل هذه العمليات العشوائية أفضت فى النهاية إلى مسميات إخوانية وهذه المواقف والدعوات استلهمتها مجموعات شبابية سلفية وإخوانية بالتزامن مع زيادة انخراط بعض الجهاديين ممن سبق لهم القتال فى الخارج وجاء همام محمد عطية كمثال واضح على ذلك ومن ثم ظهر تنظيم ما يسمى أجناد مصر الذى كان يُعد طوال الفترة من يناير 2014 حتى أبريل 2015 أنشط جماعة إرهابية عاملة فى مصر خارج شبه جزيرة سيناء فقد نفذ هذا التنظيم الذى عمل فى نطاق منطقة القاهرة الكبرى 31 هجوما قبل أن يدخل فى مرحلة صمت بعد مقتل زعيمه همام عطية فى تبادل لإطلاق النار أثناء محاولة القبض عليه فى أبريل 2015
وفى مايو 2015 ظهر ما يسمى بـ نداء الكنانة وهو بيان وقّعه العشرات من الشخصيات الإخوانية من جنسيات مختلفة ذات الخلفية بالعلوم الشرعية حيث أقر هؤلاء الموقعون على ذلك البيان بشرعية اللجوء إلى العنف فى مواجهة مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية بل وزادوا على ذلك بأن ادعوا أن من واجب المسلمين الدينى مقاومة النظام الحالى فى مصر الذى وصفه البيان بأنه عدوّ للإسلام والعمل على القضاء عليه بكل الوسائل المشروعة كما تضمن البيان ما يُعد تحريضا على قتل القضاة وضباط الجيش والشرطة وبعض الإعلاميين والسياسيين
الإخوان تغادر العنف العشوائى وتبدأ فى تدشين حركات إرهابية
وقالت الدراسة أنه بالتزامن مع عمليات التأطير النظرى لـ الإخوانية الجهادية على النحو الذى سبقت الإشارة إليه كانت عمليات التدشين العملياتى لـ الإخوانية الجهادية تجرى على قدم وسابق بما يعكس رغبة تنظيم الإخوان فى مغادرة مرحلة العنف العشوائي إلى مرحلة امتلاك القدرة على تنفيذ هجمات أكثر إيلاما وأشد تأثيرا فى مواجهة مؤسسات الدولة
ففى الرابع والعشرين من يناير 2015 أعلنت خمس جماعات تحالفها وتشكيلها ما عُرِف بـ تحالف حركة المقاومة الشعبية ويضم حركة المقاومة الشعبية وحركة حسم وحركة العقاب الثورى وحركة ثوار بنى سويف وكتيبة الإعدامووفقا للدراسة ركز هذا التحالف فى عملياته على هدفين رئيسيين عناصر وضباط الشرطة خاصة أشخاص محددين وأهداف اقتصادية فى محاولة لإضعاف الدولة ونشرت الجماعة قائمة بأسماء ضباط الشرطة مصحوبة بصورهم فى فبراير 2015 وانخرطت فى حملة محددة بشكل أوضح متبنية شعار هاشتاج الحصار الاقتصادى وجاءت عمليات إحراق المصانع وتدمير أبراج الاتصالات وتفجير أبراج الكهرباء لتتناسب مع هذا الهدف
انضمام عناصر إخوانية لتنظيم داعش الإرهابى
ولفتت الدراسة إلى أن مخزون الغضب لدى شباب الإخوان المعرضين للتجنيد والتوظيف كان قد تعمق بشكل خطير نتيجة استمرار قيادة التنظيم ومنصاته الإعلامية فى الخارج فى تغذية الآلاف من شباب الإخوان بهذا الفكر فى ذات الوقت الذى بدا فيه أنه لا فارق كبير من الناحية العملية بين من يقول بأن النظام كافر أو مرتد كما هو طرح السلفية الجهادية وبين من يقول بأنه نظام باغى كما هو طرح الإخوانية الجهادية فالمحصلة تقود أو تدفع نحو هدف واحد يتمثل فى الرغبة فى النيل من النظام ومؤسسات الدولة بشكل عام هذا المعطى تبدت خطورته آنذاك بالنظر إلى الظهور المتزامن لتنظيم الدولة الإسلامية مصر تنظيم مختلف عن نظيره فى سيناء فى الوادى والدلتا والذى كان قد أعلن مسئوليته عن هجمات فى ذات المنطقة التى تعمل فيها الخلايا النوعية للإخوان المسلمين مثل الاعتداء على مبنى القنصلية الإيطالية وتفجير مبنى الأمن الوطنى فى شبرا فى صيف عام 2015 وغيرها من العمليات الأخرى
تأثير داعش على الجماعات المسلحة للإخوان
وذكرت الدراسة أن داعش كان لها تأثير كبير على استراتيجية وتكتيكات العقاب الثوري الإخوانية وبالفعل فى يناير 2016 زعمت العقاب الثوري وتنظيم داعش فى مصر مسئوليتهما عن هجوم إرهابى واحد فى أحد الشقق التى كانت تستخدم كمصنع للمتفجرات فى منطقة الهرم بمحافظة الجيزة وتكرر الأمر فى هجوم الثامن من مايو 2016 على إحدى دوريات الشرطة بمنطقة حلوان ولكن هذه المرة بين تنظيم داع شفى مصر وحركة المقاومة الشعبية الإخوانية أيضا والملاحظ فى كلتا الحالتين أن تنظيم داعش والمكونات الإخوانية لم تنفيا مزاعم بعضهما البعض، إذن من الطبيعى أن يثير هذا تساؤلات حول مستوى التنسيق بينهما فى تلك المرحلة؟


No comments:
Post a Comment