اخر الاخبار

Post Top Ad

Your Ad Spot

Friday, November 29, 2019

المغرب قضيه استهلاكيه فى انتخابات الجزائر


المغرب في قلب حملات الانتخابات الرئاسية الجزائرية هل سيتغير شيء



تنطلق الحملات الانتخابية للرئاسة في الجزائر وسط أجواء من الرفض والتشكيك واللافت هو تركيز هذه الحملات على مواضيع ليست حاضرة في الشارع مثل العلاقات مع المغرب وصراع الصحراء الغربية فكيف ينظر المرشحون لهذا الملف

يتواصل الحراك السلمي في الجزائر الذي انطلق قبل حوالي تسعة شهور بنفس المطالب إقامة دولة مدنية وإسقاط رموز النظام السابق
 وجاء إعلان تنظيم انتخابات في الشهر المقبل والمضي في هذه الخطوة ليعطي زخما جديدا للمظاهرات فعوض أن يقنع الجزائريين بترك الشارع تحول إلغاء الانتخابات إلى مطلب من مطالب المحتجين خاصة بعد ترشح وجوه يعتبرها المحتجون من قادة النظام السابق
لكن السلطة ماضية على ما يبدو في مشروع الانتخابات رغم شعارات الشارع حتى أن المرشحين الخمسة الذين قُبلت طلبات ترشيحهم أطلقوا حملاتهم الانتخابية وبدأوا بعرض برامجهم على الناخبين
 اللافت للأنظار خلال هذه الحملات هو حضور موضوع العلاقات المغربية الجزائرية وملف فتح الحدود بين البلدين بشكل كبير فما تفسير ذلك وكيف ينظر مرشحو الرئاسة لهذا الملف المعقد


موضوع للاستهلاك الداخلي
خمسة وجوه فقط قُبلت ملفات ترشحهم للرئاسة لاستيفائهم الشروط وهم عز الدين ميهوبي وهو وزير ثقافة سابق، علي بن فليس وعبد المجيد تبون الذين سبق وأن شغل كل منهما منصب رئيس الحكومة إضافة إلى عبد العزيز بلعيد رئيس حزب جبهة المستقبل وعبد القادر بن قرينة زعيم حزب البناء الوطني وهو أيضا وزير سابق
ويقول توفيق بوقعدة الكاتب والأستاذ الجامعي الجزائري في تصريحات إن المواجهة في هذه الانتخابات ليست مفتوحة لكل التيارات وإنما فقط للوجوه التي تعرف السلطة أنها يمكن عقد تحالفات معها
وعلى اختلاف برامج هذه الوجوه فإن العلاقات المغربية الجزائرية حضرت في حملاتهم الانتخابية بشكل كبير رغم أن الموضوع نفسه لا يحظى بحيز كبير في الحراك الضخم الذي تعرفه البلاد منذ شهور
 وفي هذا السياق يقول بوقعدة إن هذا الملف ليس أولوية لدى الشارع ليس لأنه غير مهم ولكن لوجود مواضيع طاغية كإسقاط رموز النظام وإلغاء الانتخابات التي لا يرى لها المتظاهرون أي شرعية
 ويضيف الخبير الجزائري أن المرشحين ركزوا على مسألة فتح الحدود بالخصوص في المناطق الحدودية التي يعتبر سكانها الأكثر تضررا من ملف إغلاق الحدود لوجود عائلات تعيش متفرقة على طرفي الحدود وبالتالي فاستخدام هذه النقطة هنا يأتي في إطار الاستهلاك الداخلي بهدف ربح أصوات من سكان هذه المناطق
إحياء حلم الاتحاد المغاربي المَوْءود
تعيش العلاقات المغربية الجزائرية توترا مزمنا عمره عقود ولم تفلح كل المبادرات والدعوات إلى التقارب في إنهائه الخلاف تعود أصوله إلى مرحلة الاستقلال ومشكلة ترسيم الحدود بين البلدين التي وصلت إلى حد المواجهة العسكرية بين البلدين في بداية الستينات وبعد هدوء نسبي عادت العلاقات لتتأزم مع تنظيم ما يعرف بـالمسيرة الخضراء إلى أقاليم الصحراء الغربية قبيل خروج الاستعمار الإسباني منها فقد اتخذت الجزائر صف جبهة البوليساريو التي يعتبرها المغرب حركة انفصالية ودعمتها بشكل علني ما أسفر عن مناوشات عسكرية سنة 1976
في سنة 1994 شهد فندق في مدينة مراكش تفجيرات اتهم الملك المغربي الراحل الحسن الثاني المخابرات الجزائرية بالتورط  فيها ليفرض التأشيرة على الجزائريين وهو ما ردت عليه الجزائر بإغلاق الحدود ورغم إلغاء التأشيرة على مواطني البلدين في وقت لاحق إلا أن الحدود بقيت مغلقة إلى يومنا هذا
ويعتبر الخلاف بين الجارين أهم أسباب فشل المشروع الذي أطلق عليه اتحاد المغرب العربي فرغم تأسيسه سنة 1989 توقف قبل أن يبدأ في العمل وذلك بسبب الأزمة بين الرباط والجزائر
وقد تطرقت حملات مرشحي الرئاسة الجزائرية لهذا المشروع الموءود ومسألة فتح الحدود التي تعرقله إذ تعهد المرشح علي بن فليس مثلا بـإعادة إحياء مشروع الاتحاد المغاربي وقال عبد العزيز بلعيد إنه في حال الفوز بكرسي الرئاسة سيفتح قنوات الحوار مع المغرب معتبرا أن فتح الحدود مرتبط بحل الملفات العالقة كما صرح عبد المجيد تبون الذي يعتبره البعض الأوفر حظا بين المرشحين للفوز بالانتخابات أن إعادة فتح الحدود المغلقة بين البلدين وارد


إجماع على تحسين العلاقات ولكن
لكن مراقبين يرون نوعا من التناقض في خطابات المرشحين بخصوص مسألة العلاقات مع المغرب ففي الوقت الذي يؤكدون فيه على الروابط الوثيقة بين الشعبين وضرورة تحسين العلاقات وفتح الحدود يضعون شروطا وإشارات توحي بأن مواقفهم ليست مختلفة عما انتهجه النظام الجزائري حتى الآن في هذا الملف ولن تؤدي بالتالي إلى أي انفراجة فيه
وفي هذا الإطار أثار تصريح للمرشح عبد المجيد تبون جدلا عندما ربط فتح الحدود باعتذار رسمي من المغرب على فرض التأشيرة على مواطني بلاده في 1994 بينما وضع بن فليس المغرب وتونس والصحراء الغربية في سلة واحدة وهو يتحدث عن برنامج لتوطيد العلاقات مع دول الجوار أسماه الاستعجال الدبلوماسي ووصف الصحراء الغربية في سياق حديثه بـالدولة المعلنة المستقلة التي لا خلاف حول سيادتها كما وصف المرشح عز الدين ميهوبي صراع الصحراء الغربية بـقضية تصفية استعمار عبارات وشروط كافية لاعتبارها استفزازات في الرباط وإن لم يصدر رد رسمي من المغرب إلا أن الصحافة المغربية اهتمت بهذه التصريحات وعلى سبيل المثال وصف موقع لو 360 طلب الاعتذار بأنه سخيف وغريب
ويفسر الأستاذ الجامعي توفيق بوقعدة هذا التناقض بأن المرشحين يسعون من جهة لحشد أصوات المتضررين من غلق الحدود مع المغرب ومن ينتقدون الخسائر الاقتصادية التي تتكبدها الجزائر جراء ذلك وفي نفس الوقت يتماشون مع موقف النظام العميق في هذا الموضوع بالتالي فأي تحسين للعلاقات سيُربط بشروط لا أتوقع أن يقبل بها النظام المغربي 
ويشرح بوقعدة ذلك بالقول إن ملف العلاقات مع المغرب والخلاف حول صراع الصحراء الغربية أكبر من مجرد نقطة في برامج انتخابية لمرشحين للرئاسيات وإنما يرتبط بالنواة الصلبة للنظام وتحديدا بالعقيدة والمنظومة الأمنية للمؤسسة العسكرية ومواقف المرشحين لا تختلف عن ما كان يصرح به عبد العزيز بوتفليقة في حملاته الانتخابية إذ كان يؤكد على ضرورة فتح الحدود ويقول إن هناك شعبا واحدا في بلدين ولكن في نهاية المطاف بقيت العلاقات متأزمة
وبناء على ذلك لا يتوقع الخبير الجزائري أن يحدث أي تحسن في العلاقات بين الرباط والجزائر في حل فوز أي من المرشحين بمنصب الرئاسة






No comments:

Post a Comment

Your Ad Spot

مقالات مميزة